دعونا نتعرف أكثر على معرض إكسبو 2025 اليابان.
يُشتق اسم “إكسبو” من كلمة “إكسبو”، وهو حدث يُقام كل خمس سنوات، وفي كل مرة في بلد مختلف. يُعدّ معرض إكسبو اليوم ثالث أهم حدث عالمي بعد كأس العالم والألعاب الأولمبية، وقد اختير له اسم “أولمبياد ثقافة الأمم”. يهدف هذا الحدث إلى توحيد ودمج الشعوب والابتكارات من جميع أنحاء العالم لحل المشكلات العالمية التي تواجه البشرية.
يُصمم هذا المعرض الدولي لعرض ماضي وحاضر ومستقبل البلدان، حيث يُعرض إنجازاتها الاجتماعية والاقتصادية والعلمية وخلفياتها الثقافية وآفاقها التنموية. تُعدّ استضافة معرض إكسبو مفيدة للغاية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية والبنية التحتية للمدن المضيفة، وللتجارة والتعاون الدوليين. لذلك، تُبدي جميع الدول الأعضاء استعدادها لاستضافة هذا المعرض. حتى الآن، أُقيم حوالي 60 معرض إكسبو في 24 مدينة.
تاريخ المعرض: طُرحت فكرة إقامة معارض إكسبو عام ١٨٤٤ في باريس، تحت اسم المعرض الصناعي الفرنسي، مما مهد الطريق لاستمرار هذه المعارض على المستوى الدولي تحت اسم المعرض العالمي.
تأثرت المعارض التي أقيمت عام ١٨٥١ بالثورة الصناعية والطموحات الاستعمارية. ومن أبرز ما يميز أجنحة تلك الفترة أجنحة الدول الاستعمارية، بعضها مستعمرات لتلك الدول، بالإضافة إلى تقاليدها وثقافاتها.
بعد الحربين العالميتين الأولى والثانية، أدى استخدام التكنولوجيا إلى نتائج عكسية، ومنذ ذلك الحين، اتُخذ قرار بإصلاح استخدام التكنولوجيا. لأن التكنولوجيا قد تكون مدمرة، ويجب أن يتم استخدامها مع مراعاة المسؤوليات الاجتماعية والسياسية.
أُقيم أول معرض إكسبو رسمي عام ١٨٥١ في مجمع كريستال بالاس الزجاجي في لندن، والذي عُرف بأنه أكبر معرض للإنجازات العلمية والصناعية المبتكرة لجميع الدول، وشاركت فيه بلادنا إيران أيضًا بأمر من أمير كبير. عرض المعرض أكثر من 100,000 اختراع من الثورة الصناعية، مما جعل المعرض تقليدًا بارزًا يُحدد تاريخه.
استضافت باريس معارض إكسبو عدة مرات، أبرزها في عام 1889، عندما بُني برج إيفل. وفي شيكاغو، قدّم معرض إكسبو 1893 أول عجلة فيريس في العالم، والتي ألهمت لاحقًا التصميم الحضري والأماكن العامة. لم تُبهر هذه المعارض الزوار فحسب، بل قدمت أيضًا اتجاهات جديدة للصناعة والهندسة المعمارية. ألهمت هذه الهياكل الفنانين والمهندسين المعماريين لأجيال قادمة، ولا تزال تُعتبر رموزًا للإبداع البشري.
بعد الحرب العالمية الثانية، تغيّر شكل العلاقات الدولية، وتوطدت العلاقات الدولية بين مختلف الدول. في عام 1958، استضافت بروكسل المعرض، الذي ركّز على الاستخدام السلمي للطاقة الذرية، وقدّم الأتوميوم رمزًا للعلم والتكنولوجيا. ثم أظهرت سياتل للعالم في عام 1962 أن مستقبل البشرية مرتبط بالتكنولوجيا والفضاء من خلال بناء برج الفضاء، وكان يدور حول “الإنسان في عصر الفضاء”. أكد معرض مونتريال عام ١٩٦٧، تحت شعار “الإنسان والعالم”، على ضرورة انسجام الإنسان مع الطبيعة والبيئة المحيطة. وفي عام ١٩٧٠، عُقد أول معرض في آسيا في أوساكا باليابان، حيث تناول قضايا التكنولوجيا والانسجام العالمي تحت شعار “التقدم والانسجام من أجل الإنسانية”. وأصبح هذا الحدث رمزًا للنمو السريع لليابان، الدولة التي استضافت أكبر عدد من الفعاليات.
ومن خلال توفيره منصةً للنقاش والحوار السلمي، طوّر المعرض العديد من المواهب، ووضع العديد من الدول والشركات على الساحة العالمية، في حين ازداد عدد الدول المشاركة عامًا بعد عام. ففي بروكسل، أُقيم ٣٩ جناحًا، وفي مونتريال ٦٢ جناحًا، وفي أوساكا ٧٨ جناحًا، وفي إشبيلية ١٠٩ أجنحة، وفي هانوفر ١٥٥ جناحًا، وفي شنغهاي ١٩٣ جناحًا.
وركز معرض إشبيلية عام ١٩٩٢، بإسبانيا، على “عصر الاكتشافات”، مستعرضًا رحلات البشرية وإنجازاتها التاريخية. ركز معرض هانوفر لعام 2000 على “الإنسان والطبيعة والتكنولوجيا”، جاذبًا الانتباه العالمي للتحديات البيئية.
أُقيم آخر معرض إكسبو في دبي. وبعد تأجيله إلى عام 2021 بسبب جائحة كوفيد-19، قدّم المعرض آفاقًا جديدة للتعاون العالمي تحت شعار “تواصل العقول وصنع المستقبل”.
إكسبو 2025 اليابان: نافذة على المستقبل في أوساكا
سيُعرض معرض إكسبو 2025، المُقرر إقامته في أوساكا باليابان، ابتكارات جديدة وحلولًا مستدامة لتحديات العالم اليومية تحت شعار “تصميم مجتمع لمستقبل البشرية”. سيُمثّل المعرض تجربةً تفاعليةً للزوار والفنانين والمصممين ورواد الأعمال، مُوفرًا منصةً للإلهام وابتكار أفكار جديدة.
يختلف معرض إكسبو 2025 اليابان اختلافًا جوهريًا عن معارض إكسبو السابقة، حيث يُركّز بشكل خاص على التحديات العالمية مثل تغيّر المناخ، والطاقة المستدامة، والصحة، والتنمية المستدامة.
من خلال عرض المشاريع والتقنيات التي تُسهم في حل المشكلات العالمية، ستُبيّن هذه النسخة للزوار كيفية بناء مستقبل أفضل بأساليب مبتكرة. يهدف إكسبو 2025 إلى تجاوز حدود المعارض التقليدية ليصبح منصةً تُقدّم فيها حلولٌ حقيقيةٌ لعالم الغد.
سيُركّز إكسبو 2025 اليابان، بنهجه الجديد، تركيزًا كبيرًا على خلق فرص التواصل والتعاون الدولي. وخلافًا للنسخ السابقة التي ركّزت بشكل أكبر على عرض الإنجازات، ستصبح هذه النسخة منصةً لتبادل المعرفة والشراكات.
أصبح بناء المعرفة والشراكات واقعًا ملموسًا. يُمكن لرواد الأعمال والشركات والمؤسسات المشاركة في جلسات التواصل وورش العمل وبناء علاقات جديدة لتطوير أنشطتهم.
سيُقام الحدث في أوساكا، اليابان، لمدة 184 يومًا من 13 أبريل إلى 13 أكتوبر 2025 (24 فروردين إلى 21 مهر 1404). بعد عشرين عامًا من إكسبو آيتشي 2005، سيُضفي إكسبو كانساي أوساكا زخمًا عالميًا على اليابان. في عام ٢٠٢٥، يفصلنا خمس سنوات عن عام ٢٠٢٣، وهو التاريخ الذي حددته الأمم المتحدة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة. وبهذه المناسبة، سيصبح معرض إكسبو أوساكا منصةً رئيسيةً لتحقيق التنمية المستدامة بحلول عام ٢٠٣٠.
